الاثنين، 19 مارس 2012

عابر سبيل...

مشيتُ كثيراً ..في طريقٍ مظلم ..طويل..
حتى ضاعت مني معالم  الطريق..
 لم أعد أرى أوله ..ولا حتى آخره..
أتعبتني اشيائي التي احملها ...
حقيبة تحمل ذكرياتي...
ودفتراً ..فيه عنوان ...لم اصل يوماً إليه..
وقلماً...تعب وهو يسطر كلماتي...
وطفلاً صغير..
لا يتذمر ..ولكني أرى في عينيه ..الارهاق ,,والتعب..
لايشتكي ..ولكن دموعه ..تحفر وجداني..
فجلستُ لأُريح هذا الصغير..
علي في الصباح أُتابع المسير..
وفي الليل المظلم الطويل...
رأيتُ نور قنديل ...قادماً من بعيد..
يتقدم ببطىءٍ شديد..
بدأت الافكار تتراكضي إلي..
عله يعرف الطريق فيرشدني إلى الاتجاه الصحيح..
أو عله يؤنس وحدتي...ويكون لي جليس..
أو ليته يُنير بقنديله عتمة الطريق..
أم أنه سيحمل عني أشيائي..
ربما سيكون صديقأ لطفلي الصغير..
أو أنه فقط سيرافقني..ولو لجزء من الطريق..
وكلما اقترب ..كانت فرحتي تزيد..
وضربات قلبي تصيح..حتى باتت أذاي تسمع الضجيج..
ألبستُ هذا الغريب..أجمل آمالي..واحلى أمنيات..طفلي الصغير..
فقد أصبح له رفيق..يُكمل بصحبته الطريق..
ولما وصل الغريب ..وههممتُ بالتحدث إليه..
نظر إلي وابتسم..واختفى كانه وميض..
كأنه صاعقة ضربت قلبي الصغير..
كأنه نجم..لمع ثم اختفى ..في سواد الليل الحزين..
كأنه إعصار حملني ورماني..في عتمة أحزاني..
بعثر أشيائي..لخبط كياني..
هزني من أعماقي..وانتشل الصبر من بين أضلاعي..
رحل بسرعة واختفى ..كأنه شبح..سرق مني الصبر...
وعادت العتمة تغطي الطريق..
تسمرت الدمعة في احداقي..
وعدتُ إلى افكاري..
لملمتُ نفسي ..وغطيتُ بالخيبة أحلامي..
وقفتُ من جديد..لُمت نفسي على حُمقي..
وقلتُ لنفسي ..لقد كان مجرد غريب..
رماه القدرفي طريقي..
مرَ ورحل....واكمل المسير..
لم يرني في الظلام ..ولم ينتبه لطفلي الصغير..
لم تعني له أشيائي..ولم يلحظ الامل في نظراتي..
لم يقصد الذهاب هكذا.. ولا حتى المجيء..
غاب بسرعة ..واختفى نور القنديل..
وعدتُ للوحشة من جديد..
لقد كان مثلي ..
 مجرد...
                عابر سبيل......
                                                                                                            بقلم
                                                                                                        ندى السمان

هناك تعليق واحد: