الجمعة، 8 نوفمبر 2019

طاعة الله ورسوله

كلنا نحب الرسول عليه الصلاة والسلام ولكننا نتفاوت بمقدار هذا الحب 
فبعضنا يحبه ويذكره لكنه لا يصلي عليه كثيراً 
والبعض يذكره ويصلي عليه ويصلي السنة ولكنه لا يعرف شيئاً عنه وعن حياته و لا أي تفاصيل عن معاناته لحمل رسالة التوحيد ..
وبعضنا لم يقرأ بحياته الأحاديث الواردة عن النبي ولم يفكر ابداً ان يجعله أسوة يقتدي بها في تفاصيل حياته والأمور التي تتعلق بشرع الله ..
محبة الرسول عليه الصلاة والسلام تكون باتباع سنته وطاعته بما أمر وترك مانهى عنه نشر رسالته والصلاة والسلام عليه كل يوم والعمل بما جاء به فالحب ليس كلاماً بل فعلاً يصدقه.

وبداية كان تحذير الله عز وجل من التولي والاعراض عن سنته بترك طاعته عليه الصلاة والسلام والإعراض عنها وتركها او عدم الاطلاع عليها و الاهتمام بها اصلاً.  
فالواجب والاصل هو طاعته والطاعة هي الاتباع والاتباع يعني العمل بما عمله فيها وترك ما نهى عنه فالسنة هي النسخة المنظورة والعملية للقرآن حيث بيّن كل ما جاء في القرآن بأقواله وأفعاله عليه الصلاة والسلام..
المائدة - الآية 92وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ

ثم جاء الأمر بالتقوى والإصلاح فيما بيننا من خلافات طاعة لله ورسوله فهل أصلحنا ؟
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

ثم كان الأمر بعدم التنازع فيما بيننا حتى لا تذهب قوتنا فنضعف ويسهل كسرنا ثم الامر بالصبر فهل صبرنا على بعضنا اتقاء لغضب الله وعذابه ؟
الأنفال - الآية 46وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

ولان طاعة الله ورسوله طريق االهداية الى الاستقامة على الحق فهل أطعنا؟
النور - الآية 54قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ

﴿وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
يقول تعالى ذكره: وإنك يا محمد لتدعو هؤلاء الناس جميعاً إلى دين الإسلام، وهو الطريق القاصد والصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.

ثم امرنا بإقامة الصلاة والزكاة زكاة المال لمساعدة الفقراء والقيام بواجب التكافل الاجتماعي وزكاة النفس من الأخلاق التي يكرهها الله ورسوله والرقي بالأخلاق، فهل فعلنا كي يرحمنا الله؟
النور - الآية 56وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

أمرنا بعدم ابطال أعمالنا الصالحة بالمعاصي. فمن بجعل النية عند العمل غير خالصة لوجه الله بل لفوائد أخرى يفقد أجر عمله في الاخرة ولا يبقى له سوى الجزاء الدنيوي
جاء في تفسير البقاعي
، فَتَكُونُ الأعمال صَحِيحَةً بِبِنائِها عَلى الطّاعَةِ بِتَصْحِيحِ النِّيّاتِ وتَصْفِيَتِها مَعَ الإحْسانِ لِلصُّورَةِ في الظّاهِرِ لِيَكْمُلَ العَمَلُ صُورَةً ورُوحًا. قولاً وعملاً .
ولَمّا كانَتِ الطّاعَةُ قَدْ تُحْمَلُ عَلى إقامَةِ الصُّورَةِ الظّاهِرَةِ، قالَ مُنَبِّهًا عَلى الإخْلاصِ لِتَكْمُلَ حِسًّا ومَعْنًى: ﴿ولا تُبْطِلُوا أعْمالَكُمْ﴾ أيْ: بِمَعْصِيَتِهِما الله ورسوله؛ فَإنَّ الأعْمالَ الصّالِحَةَ إذا نَوى لَها ما لا يُرْضِي الله ورسوله بِطَلَبٍ وإنْ كانَتْ في الذُّرْوَةِ مِن حُسْنِ الصُّورَةِ، فَكانَتْ صُورَةً بِلا مَعْنًى، فَهي مِمّا يَكُونُ هَباءً مَنثُورًا 

جاء في تفسير الألوسي
عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ لا تبطلوا اعمالكم بِالرِّياءِ والسُّمْعَةِ وعَنْهُ أيْضًا بِالشَّكِّ والنِّفاقِ، وقِيلَ: بِالعُجْبِ فإعجاب الإنسان بعمله وكثرة صلاته أو صالحاته فَإنَّهُ يَأْكُلُ الحَسَناتِ كَما تَأْكُلُ النّارُ الحَطَبَ، وقِيلَ: المُرادُ بِالأعْمالِ الصَّدَقاتُ أيْ تُبْطِلُوها بِالمَنِّ والأذى، وقِيلَ: لا تُبْطِلُوا طاعاتِكم بِمَعاصِيكُمْ، فالمعصية تبطل الحسنة وهناك أدلة آيات كثيرة 
محمد - الآية 33۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ

كما أننا مأمورون بالطاعة اي العمل بما أمر وترك مانهى عنه والصلاة على النبي فأكثروا من الصلاة عليه واتبعوا سنته وتعلموا سيرته كل يوم ولا تتركوا سنته هملاً 
بدل الاحتفال به وتذكر سيرته يوم بالسنة  لان هذا اجحاف بحقه وتقليل من شأنه لان حقه علينا طاعته كل يوم وكل لحظة وبكل امر 
الأحزاب - الآية 56إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

فشأنه عليه الصلاة والسلام إن نجعله أسوة نتأسى بها ونعمل بأعماله وليس أن نتشبه بمظهره بل بعمله 
الأحزاب - الآية 21لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا

اذا اختلفنا في أمر مرجعه الى أمر الله ورسوله فلا يتمسك كلٌ برأيه دون دليل من الكتاب والسنة ويظن أنه على حق فتنشأ الفرقة ويزداد التنازع ويحبط العمل 
وجب على من اعتقد صحة أمر أن يأتي بدليل عليه من القرآن ووجب على من خالف أن يرضى ويقر بذلك ولا يبقى متمسكاً برأيه الذي ليس له سلطان ودليل من الكتاب والسنة
النساء - الآية 61وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا

فكل ما تمسك به بعض الناس من علم الطاقة غيره من النظريات البوذية وادعوا انه علم كالطب والهندسة وهو لا يمت للعلم بصلة لأنه لا يقوم على تجارب سريرية ولا قوانين فيزيائية ولا معادلات كيميائية فليس فيه  ما يدعو لتسميته علم بل هو فلسفة اخترعها بوذيون واتباع نصائحهم وافكارهم يشوش افكارنا ويعبث بنوايانا ويضع فيها شوائب فلا تعود خالصة لله
يوسف - الآية 40مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

مثل هذه الأفكار التي يسمونها علم ماجاء لها ذكر على لسان الرسل ولا في الكتب السماوية 
يعتقدون بها وتلتصق بأذهانهم وتتشارك النوايا في كل أعمالهم فتخربها وتحبطها وهم لا يشعرون
والسلطان هو الدليل العقلي والبرهان من القرآن
فلا يوجد عليها دليل بل إن نفوسهم أخذتها وهوت اتباعها وتصديقها بدل اتباع هدى الله الموجود في كتابه وسنة نبيه
النجم - الآية 23إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ

وقلة يحاولون التنبيه لخطورتها ولكن ما من مجيب فقد تغلغلت في النفوس
الأعراف - الآية 71قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ


وجاء في القرآن أن من اطاع الله ورسوله فإنه قد يصل بطاعته الى اعلى الدرجات مع الذين أنعم الله عليهم
النساء - الآية 69وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا

إخلاء طرف للرسول بأنه غير مسؤل عمن خالف أمر الله وأمره
نساء - الآية 80مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا

حتى أهل الكتب والرسالات السابقة وجب عليهم اتباع النبي عليه الصلاة والسلام لانه مذكور في كتبهم وجوب اتباعه وصفاته وبأنه يأمر بالخير والمعروف وينهكى عن المنكر ما أنكره الله وأنك ته الفطرة السليمة للبشر وكل ما هبت وأذى البشر
ويُحل لهم بعض ما حرمه الله عليهم في كتبهم رحمة بهم وفيسامحهم على ذنوبهم وعصيانهم الذي بسببه شدد عليهم في شرائعهم فمن اتبع هذا النبي وشريعته منهم والقرآن الذي أنزل عليه وصدقوه ونصروه فقد أفلحوا بفوز بالدنيا وفوز في الآخرة وهو الفلاح 
الأعراف - الآية 157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أمر الله بالتقرب إليه بالإنفاق في سبيل إعلاء كلمة الله كلمة الحق والتوحيد والصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه القربات يدخلهم الله برحمته لانه غفور رحيم
التوبة - الآية 99وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

ليس الإتباع بالقول ولا بالنية وحدها فهي لا تكفي بلا عمل بالجوارح يصدق هذه النية وهذا القول
فمن قال أنا أتبع ولم يعمل بما ادعى فما ذاك بمؤمن وما أكثر من يقول أنا مسلم وأتبع النبي ثم يترك شرع الله وسنة نبيه ويوليها ظهره ويعمل بمعتقدات أخرى ليس لها علاقة بالله ولا رسوله .ونفى عن مثل هؤلاء صفة الايمان بقوله:( فما أولئك بمؤمنين)
النور - الآية 47وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ

شدة ندم من خالف امر الله على لسان نبيه وفي كتابه والندم على عدم اتباع الطريق المستقيم  التي أمر الله بها على النهج النبوي. وسنته
الفرقان - الآية 27وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا 

الأحزاب - الآية 66يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا


شكوى النبي الى الله ترك الماس اتباع القرآن واتخاذهم سبل أخرى غير هذا القرآن وعدم الرجوع إليه في أمور حياتهم. فهجر القرآن يكون بترك قراءته وفهمه والعمل بما جاء فيه وترك اتباعه وعدم قبول حكمه وعدم الاحتكام لأمره عند الاختلاف. وجعله مجرد كتاب لا شأن له بحياتنا وأمورنا واخذ ما وافق هوانا مما فيه وترك ما لم يعجبنا العمل به
الفرقان - الآية 30وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا


النهي عن النجوى وهو التكلم سراً بما يضر الإسلام والمسلمين وما يضر الرسول كالطعن في سنته فطالما أن مافي السنة مطابق وموافق لما جاء في القرآن فما الداعي لنكرانه
جاء في تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله ﴿إِذَا تَنَاجَيْتُمْ﴾ وتحدثتم فيما بينكم، ﴿فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ﴾ ولكن ﴿وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ﴾ ، يعني: طاعة الله، وما يقرّبكم منه، ﴿وَالتَّقْوَى﴾ يقول: وباتقاء الله بأداء ما كلَّفكم من فرائضه واجتناب معاصيه، ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ يقول: وخافوا الله الذي إليه مصيركم، وعنده مجتمعكم في تضييع فرائضه، والتقدّم على معاصيه أن يعاقبكم عليه عند مصيركم إليه.
وفي ابن كثير 
وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ﴾ أَيْ: يَتَحَدَّثُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ سراً بِالْإِثْمِ، وَهُوَ مَا يَخْتَصُّ بِهِمْ، وَالْعُدْوَانُ، وَهُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بِغَيْرِهِمْ لان الاعتداء يكون على الغير، وَمِنْ هذا الحديث مَعْصِيَةُ الرَّسُولِ وَمُخَالَفَتُهُ، يُصِرون عَلَيْهَا وَيَتَوَاصَوْنَ بِهَا فيما بينهم قليتقوا عذاب الله وليتذكروا يوم يحشرون الى الله فيحاسبهم على ما قالوا
المجادلة - الآية 9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

وهكذا ومع هذه الجولة بين بعض الايات التي تدعوا الى طاعة الله ورسوله نجد ان الله عز وجل قرن طاعة الرسول بطاعة الله تشريفاً له وتنزيهاً له عن فعل ما لا يوافق شرع الله وامره ونهييه.. وبين هذه الايات 
لم أجد ولا اية في القرآن تدعوا للاحتفال بذكرى مولد النبي عليه افضل الصلاه والسلام خاصة وانه ليس لدينا تأريخاً موثقاً لولادته لانه لم يكن يُعرف بانه نبي بعد والتاريخ الذي يحتفلون به هو تاريخ وفاته عليه الصلاة والسلام ولا أرى سبباً للاحتفال بوفاته !!
وانه لم يتم الاحتفال بمولده حال كونه على قيد الحياة ولا الصحابة احتفلوا بهذا حتى بهد موته ولا التابعين فلم تبدأ هذه الاحتفالات الا بعد ٣٠٠ سنة على الأقل من وفاته عليه الصلاة والسلام ..ولا دليل في الكتاب ولا السنة على فعلها. 
ووجدت ان الكثير من الآيات والكثير منها لم أذكره تجنباً للإطالة فيها الأمر بالطاعة لله ورسوله فالأوجب والأولى هو الإتباع والطاعة في كل يوم وكل لحظة وليس الموضوع مجرد مظاهر وتباهي واحتفالات وزينات وحلويات..
وان كان ابناؤنا لا يعرفون سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وتفاصيل رسالته ومعاناته في نشر هذا الدين فإنما يدل ذلك على عظم تقصيرنا في حق نبينا الكريم فالكثيرين منا لم يقرؤا الأحاديث الواردة عنه ولا سيرته ولا يتذكرون الصلاة عليه الا ما ندر ..فلن يعوض هذا التقصير احتفال يوم واحد في السنة وزينات وتهاني جوفاء ليس فيها إلا الترك والتقصير في حق هذا النبي العظيم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم 
ندى السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق