الاثنين، 21 أكتوبر 2019

الركون الى الظالم والتعاطف معه

وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [هود : 113]

الركون : هو أقل الموافقة جزء يسير منها 

قال أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم 

عن ابن عباس : ولا تميلوا إلى الذين ظلموا وهذا القول حسن ، أي : لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بباقي صنيعهم ، ( فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) أي : ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ، ولا ناصر يخلصكم من عذابه .

تحذير شديد اللهجة من الله عز وجل للمؤمنين
فهو هنا ينهاهم عن اليسير اليسير من الموافقة على أعمال الظلمة 
ليس ان تفعل مثل فعلهم.. ولا أن تدافع عنهم وتجد لهم مبررات وتختلق لأجلهم الأعذار
وليس ان تدعي ان ذلك من حقهم
ولا ان تسكت عن ظلمهم وتظن بأن سكوتك سيجنبك بطشهم وبطش ربك

 ( النساء - الآية 91سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ)

بل أقل من ذلك بكثير منهي عنه فمجرد الميل الى الظالم او مسايرته على ظلمه يخرجك أيها المؤمن من رعاية الله لك ومعونته إليك وينقلك الى صف ذلك الظالم فيصبح الله خصماً لك يحاربك ويعاقبك ولن تجد من يدافع عنك امام الله ولا احد يناصرك او يخلصك من عذابه فتمسك النار لا ينجيك منها احد.. 
فهل تتخيل نفسك على ضعفك خصماً لله على قوته وقدرته عليك يحاربك ويعاقبك على عدم نفورك من الظلم وإنكاره -ولو بقلبك -أضعف الإيمان ؟؟
أتتخيل ان تمسك نار جهنم بسبب مداهنتك ومسايرتك للظالم ؟؟؟

هذا الميل في نفسك الى ذلك الظالم قد يظهر للناس وقد لا يراه الا الله وفي كلا الحالتين ستستحق العقاب. ويكون مجرد تعاملك مع الظالم ولو في امر آخر سيكون فيه موافقة ضمنية على افعاله سيوجب لك ذلك عذاب الله وسخطه..
فهلا راجعت نفسك وحاسبتها وصححت الموازين وعدّلت مواقفك وعلمت قلبك ان ينفر من الظلم والظالمين قبل ان تجد نفسك في جهنم معهم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق