الاثنين، 18 نوفمبر 2019

الصديق 
 الانسان من طبعه حب الأنس بغيره من الناس ويسعده صحبة الأصحاب ولكن هذه الصحبة
تؤثر على تفكيرنا وقراراتنا بشكل مباشر أو غير مباشر ،ولا اجمل من صحبة يملؤها النقاء تخلو من المصالح أو الأقنعة أو الحسد او النفاق 
كانوا قديماًً يقولون: 
قل لي من صاحبك اخبرك من انت
القرآن الكريم أعطى أهمية كبيرة للصاحب والصديق. 
وروى لنا مواقف يتعرض لها الإنسان بسبب مصاحبته لبعض الناس، فآما أن يأخذ صديقك بيدك الى الجنة وإما أن يقودك معه الى النار ..
وبين لنا متى تقودنا صحبتنا الى الهلاك كما بين لنا صفات الصاحب الذي تقودنا صحبته الى النجاة
وحضنا على مصاحبة الاخيار واهل التقوى واهل العلم لتكون في صحبتهم المنفعة في الدنيا والآخرة 
الكهف - الآية 28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا

ثم بين القرآن الكريم أن صحبة هؤلاء الاخيار تحتاج إلى صب وبط للنفس عليها وإن عدها البعض مملة لعظم الفائدة المرجوة منها ،
وبين صفات هؤلاء الأخيار من الأصحاب ووصفهم بأنهم يدعون ربهم صباحاً ومساءً ووصفهم بصفاء النوايا وصدقهاوان غايتهم ومبتغاهم رضى الله.
وعلم الله تبارك وتعالى أن النفس تميل إلى اللهو واللعب وزينة الدنيا والتمتع بها فأراد أن يوجههنا الى الافضل لنا وهو عدم طاعة ومسايرة من أطاع أصحاب القلوب الغافلة تلك التي نسيت أمر الآخرة وأشغلتها الدنيا وزينتها وجمالها عن ما ينتظرها بعد الموت فانفرطت وتناثرت أعمارها وخلت أعمالها من أعمال الاخرة وتتبع ثوابها.
ثم انتقل ليصف لنا الأصحاب الذين اجتمعوا في الدنيا على زينتها ونسوا أمر الآخرة كيف تنقلب المودة التي كانت تجمعهم الى عداوة وتلاعن
واستثنى منهم من كانت صحبته لله وعلى طاعته

الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف : 67
فالآية الكريمة إنذار للكافرين الذين كانت صداقاتهم في الدنيا تقوم على محاربة الحق، ومناصرة الباطل ... وبشارة عظيمة للمتقين الذين بنوا صداقتهم في الدنيا على طاعة الله- تعالى- ونصرة دينه، والعمل بشريعته.

ثم تحدث عز وجل عن أصحاب سايروا أصدقائهم وتركوا الحق رجاء نيل صحبتهم وتنازلوا عن أمور لا يجوز التنازل عنها وعظموا اشياء باطلة يعلمون أنها مضرة فقط من أجل الصحبة. والمصالحة والانس مثلما نرى الشباب اليوم يجتمعون على الاركيلة بالرغم من تيقنهم بكونها مضرة ولكن يسايرون فقط من أجل الصحبة والاجتماع عليها في سهرات السمر . ويستبعدون من لا يسايرهم على خطئهم 
وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ
والمقصود من الآية الكريمة، بيان أن هؤلاء المشركين لم يتخذوا هذه الآلهة، ( وهي اشياء يعظمونها دون دليل على وجوب تعظيمها)لم يعظموها وهم يعتقدون صحة ذلك اعتقادا جازما، وإنما اتخذوها في الدنيا آلهة تارة على سبيل التواد فيما بينهم، وتارة على سبيل التقليد والمسايرة لغيرهم.. أما في الآخرة فستتحول تلك المودات والمسايرات والتقاليد إلى عداوات ومقاطعات وملاعنات ...
تفسير الطنطاوي
الفائدة التي نتوصل اليها
-لا تجامل أحد على حساب الحق والدين ليقال عنك لطيف 
-الرغبة بمجاملة الخلان على حساب الرحمن ( مودة بينكم ) تنقلب المودة الى عداوة يوم القيامة إلا من تكلم بخير وحق ومعروف

ويبين الله عز وجل شدة ندم من ترك صحبة من يسير على درب الرسول عليه الصلاة والسلام
وطريق الحق يوم القيامة يوم لا ينفع الندم:

27وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا 

الفرقان - الآية 28يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا 29لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا

وبين النبي عليه الصلاة والسلام صفة الصاحب الصالح بقوله " لا تصاحب الا مؤمن ولا تؤاكل إلا تقي" لان المؤمن صحبته تذكرك بالطاعات كالصلاة او الصدقة أو حسن الخلق،اما المؤاكلة فهي تعني أن تدخل بيتك التقي لأنه ادعى لتقوى الله في ما يراه في بيتك من عورات فيسترها ولا ينتهكها. 

ندى السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق