الجمعة، 29 نوفمبر 2019

من سنن الله تبارك وتعالى

من سنن الله تبارك وتعالى 
أن من رفض قبول الحق اول ما عرض عليه ضاع منه طريقه وصعب عليه العودة اليه

الأنعام - الآية 110وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
هذه الآية تتحدث عمن رفضوا اتباع الحق عندما جاءهم اول مرة فعوقبوا بالعمه على قلوبهم عن رؤية هذا الحق وأتباعه لأنهم استكبروا عنه ورفضوه عندما جاءهم 
جاء في تفسير الطنطاوي
ونتركهم في تجاوزهم الحد في العصيان يترددون متحيرين، لا يعرفون لهم طريقا الى الحق، ولا يهتدون إليه سبيلاً.
والعمه: التردد في الأمر مع الحيرة فيه.
قال الآلوسى: وهذا التقليب ليس مع توجه الأفئدة والأبصار إلى الحق واستعدادها له، بل لكمال نبذها له وإعراضها بالكلية عن قبوله والانصياع له  فكان جزاؤهم التردد والحيرة والتشتت. 
وجاء في السعدي
 ونعاقبهم، إذا لم يؤمنوا أول مرة يأتيهم فيها الداعي بالحق، وتقوم عليهم الحجة لعدم اتباعه، بتقليب القلوب، والحيلولة بينهم وبين الإيمان، وعدم التوفيق لسلوك الصراط المستقيم. وهذا من عدل الله، وحكمته بعباده، فإنهم الذين جنوا على أنفسهم، وفتح لهم الباب فلم يدخلوا، وبين لهم الطريق فلم يسلكوا، فبعد ذلك إذا حرموا التوفيق، كان مناسبا لأحوالهم. 
وكذلك تعليقهم الإيمان بإرادتهم، ومشيئتهم وحدهم، وعدم الاعتماد على الله فهذا من أكبر الغلط، وإنما العقل والعلم، أن يكون العبد مقصوده اتباع الحق، ويطلبه بالطرق التي بينها الله، ويعمل بذلك، ويستعين ربه في اتباعه، ولا يتكل على نفسه وحوله وقوته، ولا يطلب من الآيات الاقتراحية ما لا فائدة فيه.
وما يقع به الكثير من الناس هو انكارهم للحق قبل التثبت منه ومجادلتهم فيه دون علم
الحج - الآية 3وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ)
8وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)
وهذا مما توسوس به إليهم شياطينهم ليجادلوا فيما لم يحيطوا به علم.
لم يعرفوا حقيقته ومعناه وفائدته يجادلوا فيه

النمل - الآية 84حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
{ حَتَّى إِذَا جَاءُوا } وحضروا بين يدي الله للحساب قال لهم ربهم موبخا ومقرعا: { أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا } لم تعرفوا ما فيها من العلم أي: الواجب عليكم التوقف حتى ينكشف لكم الحق وأن لا تتكلموا إلا بعلم، فكيف كذبتم بأمر لم تحيطوا به علما؟ { أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: يسألهم عن علمهم وعن عملهم فيجد عليهم تكذيبا بالحق، وعملهم لغير الله أو على غير سنة رسولهم.
من تعود معارضة الشرع بالرأي لا يستقر في قلبه الإيمان..!!
درء التعارض 
ابن تيميه
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

ندى السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق