الجمعة، 22 مايو 2020

كيف يبلى الايمان ؟



الايمان بالله هو من أجل النعم وأعظمها وهو من النعم الموجبة للشكر
ولكننا للأسف نظن ان مجرد وجود الايمان في القلب يكفي  
 فنحن لا نعرف مقدار هذا الإيمان الذي في قلوبنا ولا نعرف كيف نقيسه ولا نعرف أن كان يكفي ليدخلنا الجنة أو لا !
لا نكترث أبداً الى إيماننا أن كان صحيحا أو ناقصاً!
ولا نسأل عنه هل تراه قلّ أو كثر؟
 هل أصابه البلى ؟
المهم أنه موجود ..
وهذا خطأ 
ترى؟
هل نعتني بإيماننا كما نعتني بأجسادنا 
هل ننظف قلوبنا من أدرانها وأحقادهاو كبرها 
كما ننظف بيوتنا ونعقمها؟
وهل نخاف على قلوبنا من الأمراض كما نخاف على أجسادنا من الأمراض ؟
هل نرمم إيماننا كلما اهترئ كما نرمم بيوتنا ؟
هل نعمر قلوبنا بذكر الله كما نعمر بيوتنا بالأنوار والأثاث الجميل والفاخر؟
للأسف الكثير منا يمتلك مثقال الحبة من الايمان فقط ولا تكفيه هذه الحبة ليطيع الله كما أمر ولا ليترك ما نهاه الله عنه 
والبعض الآخر يظن أن قلبه عامر بالإيمان بينما يهترء الايمان في جوفه كما تهترئ ثيابه وتتمزق.. 

نحن نعتني كثيراً بأثوابنا فننظفها ونحرص على أن تكون مرتبة وجميلة وجديدة وفاخرة ولا ننتبه كثيراً الى ايماننا المهترئ في قلوبنا ربما لأن لا أحد يراه سوى خالقنا عز وجل

عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم [رواه الطبراني في المعجم الكبير: 84،وصححه الألباني

كيف يهترئ الايمان وما الذي يبليه؟
الايمان تبليه المعاصي والصغائر التي لا تلقي لهابالاً هي أخطر على القلب والايمان من الكبائر 
لأنها تتراكم على القلب كأنها نكتة سوداء فوق أخرى حتى تمنع عنه نور الحق والعلم والايمان والقرآن الذي يشبه الأكسجين فيحيا به القلب وتنتعش به الروح 
وعندما تتراكم هذه الذنوب تزداد الغفلة وتأخذنا الحياة بصخبها وحاجاتها ومباهجها وهمومها فيمتلئ القلب بها حتى يمرض ثم يموت ويصبح قاسي غافل ولاهٍ تلهيه الدنيا عن الآخرة وتشغله المظاهر عن معادن الأمور وجوهرها ..

فالقلوب أوعية إن لم تملاءها بالحق امتلأت بالباطل..
لذلك فقلوبنا بحاجة دائماً إلى استغفار يصقلها ويزيل سواد الذنوب ونكتاتها منها 
وبحاجة إلى تنقية وتنظيف يومي من أدرانها 
تحتاج أن نزيل منها الكبر والإعتزاز بالنفس وبالمال والنسب والعلم  نحتاج الى الكثير من التواضع والاعتراف لله بالفضل والمنة فيشكره القلب بالإعتراف بفضله ويشكره اللسان بالحمد ونشكره الجوارح بأن لا تستخدم هذه النعم في معصية الله 
فإن أعطانا قوة لا نبطش بها الضعفاء 
وان أعطانا علم لا نستخدمه للدفاع عن الباطل (

فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ

وان أعطانا جمالاً وجب أن نحافظ عليه ولا نظهره  كماامرنا الله عز وجل

الأحزاب - الآية 59يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا

وأن أعطانا المال لانسرف في انفاقه حتى في المبا
الإسررلاء - الآية 27إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
 ولا تبخل (من يبخل فإنما يبخل على نفسه)

النساء - الآية 37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا

ونعطي لكل ذي حق حقه 
ذاريات - الآية 19وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
 وإن أعطانا النسب فلا نعتز به وتنسى أن العزة لا تكون إلا بالله ، والعمل الصالح وطاعة الله هي الطريق الموصل إلى عزة الله
  
‎فاطر - الآية 10
مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ

نحتاج الى الكثير من الذكر لنعمر به هذا القلب 

الأعراف - الآية 205وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ

كي لا يصبح القلب بلا ذكر كالبيت الخرب تسكنه الهموم والتفاهات
نحتاج أن نتعاهد هذا الإيمان فنعتني به 
كما نعتني بالثمين والغالي من الجواهر
خاصة في شهر الصيام 
فهذا الشهر هو شهر الايمان والتقوى 

لبقرة - الآية 183يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

علمونا اننا نصوم لتشعر بجوع الفقير فنساعده
ولكن لماذا يصوم الفقير إذا ؟ 
وهو مازال طعم الجوع في جسده!
الله عز وجل فرض علينا أن نصوم كي نعلم أنفسنا أن تتخلى عن محابها وعن حاجاتها الضرورية كالأكل والشرب ونترك حاجات البدن وتلتفت قليلاً إلى حاجات الروح والقلب فتعمره بالذكر والقرآن والاستغفار ،والصلاة والدعاء
نحتاج الى تهذيب أنفسنا بالصيام 
هذه النفس التي أصابها الترف بسبب إشباع رغباتها من كل انواع الملذات ففسدت وتمردت فلم تعد تتذوق نعم الله ولم تعد تشكر الله عليها بل صارت تظن أنها أمر واقع حق لها  لن يتغير أبداً ولن يسلبه منها أحد
فجاء الصيام ليدربها على تقديم حاجات الروح على حاجات الجسد لمدة شهر واحد من اصل ١٢ شهر وليعلمها أن طاعة الله قبل طاعة النفس و
الشهوة أو الرغبة وان الغاية الحقيقية من الوجود هي طاعة الله لا طاعة الهوى 

النازعات - الآية 40وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ

اعاننا الله على ذكره وشكره وحسن عبادته كما يحب ويرضى

ندى السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق