الاثنين، 5 سبتمبر 2022

هل الله الذي يعبده المسلمون مختلف عن الله الذي يعبده المسيحيون؟

 هل الله الذي يعبده المسلمون مختلف عن الله الذي يعبده المسيحيون ؟

من المعروف أن الانبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام جاؤوا برسالة واحدة من الله سبحانه تعالى خالق الكون ، مفاد هذه الرسالة : 

أنه لا إله إلا الله فاعبدوه ولا تشركوا به و اتقوا غضبه بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه . 

﴿وَلِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ وَصَّیۡنَا ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِیَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ وَإِن تَكۡفُرُوا۟ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِیًّا حَمِیدࣰا﴾ [النساء ١٣١]

وتم ارسال الرسل كلهم بنفس الرسالة بسبب انتشار الشرك بين الناس وتفشي المعاصي الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية . فكان الامر الالهي بعبادة الله على ارضه بالعدل والاحسان وكل ما امر به الله عز وجل في صالح الانسان وكل ما نهى عنه فهو يؤذي الانسان . وتلك الوصايا التي امر بها الله أهل الارض جمعها في الوصايا العشر التي تكررت في الكتب السماوية كلها ومفادها أن اتركوا الشرك فلا أحد يستحق العبادة إلا الله وحده تبارك وتعالى واقيموا العدل والاحسان.


۞ قُلۡ تَعَالَوۡا۟ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَیۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰاۖ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلۡفَوَ ٰ⁠حِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴿وَلَا تَقۡرَبُوا۟ مَالَ ٱلۡیَتِیمِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ یَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَٱلۡمِیزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُوا۟ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُوا۟ۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام ١٥٣]


 وهذا يعني أن الدين واحد والإله واحد والاختلاف بين الرسل هو بالشرائع فقط.

النحل - الآية 2

يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ

وبالرغم من اختلاف الشرائع المنزلة على كل امة والتي تتفق مع أحوال هذه الأمة، وما تقترفه من معاصي . فهي تخاطب الامم حسب نوع الفساد المنتشر بينهم في زمانهم. إلا أنها جميعاً تدعو إلى عبادة الله وحده وطاعته وأن الدين الوحيد المقبول عند الله هو الاسلام الذي هو دين جميع الأنبياء. سبق ان جمعت الايات التي تثبت ان كل الانبياء بما فيهم موسى وعيسى عليهما السلام كانوا يدينون بالاسلام.

آل عمران - الآية 19

إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ


وقد تفنن البشر على مر العصور في اختراع الشرك والمعاصي وأعانتهم شياطين الإنس والجن على فعل هذه المعاصي ونشرها من خلال أحدث ما توصلت إليه عقول البشر في كل زمان ، وتعاونوا على فتح طرق للشرك تناسب كل عصر لم يسبق لها مثيل ، حتى اخترعوا من المعاصي ما يدمرهم ويهدد وجودهم كبشر وما يعاكس الفطرة والمنطق والعقل ،وفرضوا تقبل هذا الانحراف والشذوذ على الجميع بلا استثناء..


لكن من أسوء ما سمعت  فيديو  تتكلم فيه فتاة تدعي المسيحية وتقول أن الله الذي يعبده المسلمون  إله مختلف عن الله عز وجل أو ( God) الذي يعبده المسيحيون واليهود !! وتتلاعب بالالفاظ ما بين اسم الله باللغة الانجليزية والعربية وتختلق إلهاً آخر ليس له وجود كذباً وافتراءً على الله  وتزرع هذه الافكار في عقول الناس !!. وتختلق من الأكاذيب ما تعجب منه الشياطين ولا تقبله العقول !! والغريب ان بعض الناس يصدقوها بسبب جهلهم بدينهم .. لا أعرف كيف انتشرت هذه الأكاذيب 

الانعام١٤٤

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


ونحن كمسلمين نؤمن بالله وبكل المرسلين لا نفرق بين أحد منهم ومن هؤلاء الرسل موسى وعيسى عليها الصلاة والسلام .ونعلم مما اخبرنا به الله على لسان نبيه وفي كتابه أنهم إخوة واصحاب.رسالة واحدة دينهم الاسلام . 


لبقرة - الآية 136

قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ


كما أن الله عز وجل أخذ ميثاق على جميع الرسل أن يصدق بعضهم بعضاً وان ينصر بعضهم بعضاً .

(وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ لَمَاۤ ءَاتَیۡتُكُم مِّن كِتَـٰبࣲ وَحِكۡمَةࣲ ثُمَّ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ إِصۡرِیۖ قَالُوۤا۟ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُوا۟ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ﴾ [آل عمران ٨١]

والله الذي يعبده اليهود والنصارى والمسلمين هو نفسه إله سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي يدين  بالاسلام 

( مَا كَانَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ یَهُودِیࣰّا وَلَا نَصۡرَانِیࣰّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِیفࣰا مُّسۡلِمࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ﴾ [آل عمران ٦٧]

كما أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما حاجج اليهود قال لهم : أتجادلوننا في توحيد الله والإخلاص له، وهو ربنا وربكم، لا يختص بقوم دون قوم، ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم، ونحن لله مخلصو العبادة والطَّاعة لا نشرك به شيئًا، ولا نعبد أحدًا غيره.

البقرة - الآية 139

قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)


فالوحي الإلهي النازل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو نفسه النازل على جميع الانبياء عليهم الصلاة والسلام ، فلا أعرف كيف يتجرأ أشخاص لديهم جهل كامل بدينهم الادعاء أن الله الذي يعبده المسلمون مختلف عن الله الذي يعبده المسيحيون والأغرب من ذلك تصديق الناس لهذا الافتراء والكذب سبحان الله 

لنساء - الآية 163

۞ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا


والأمر الإلهي للنبي عليه الصلاة والسلام كان 

بتصديق جميع الرسل ومنهم عيسى عليه السلام 

الشورى - الآية 15

فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ


وجاء في تفسير ابن كثير رحمه الله  لهذه الاية

( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) أي : صدقت بجميع الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء لا نفرق بين أحد منهم .( وأمرت لأعدل بينكم ) أي : في الحكم كما أمرني الله .

: ( الله ربنا وربكم ) أي : هو المعبود ، لا إله يستحق العبادة غيره ، فنحن نقر بذلك اختيارا ، وكذلك انتم

: ( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) أي : نحن برآء من أعمالكم ، كما قال تعالى : ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) [ يونس : 41 ] .

وقوله : ( لا حجة بيننا وبينكم ) قال مجاهد : أي لا خصومة . 

 وهذا هو معنى لا إله إلا الله وهي لا تعني أن الله الذي يعبده المسلمون مختلف لكنها تعني أن الله هو الإله الوحيد المستحق للعبادة .. 

وعندما حاجج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وفد نجران النصراني دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام الى التوحيد وعبادة الله وحده دون شركاء 


﴿قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ تَعَالَوۡا۟ إِلَىٰ كَلِمَةࣲ سَوَاۤءِۭ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَقُولُوا۟ ٱشۡهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران ٦٤]


فلما رفضوا دعاهم الى المباهلة ،فما هي المباهلة ؟ المباهلة تعني أن يجتمع كلا الطرفين ممن يجادل في وحدانية الله ويدعو كلا الطرفين الله الذي يعبده أن يهلك الفئة الكاذبة .. وعندها سيظهر الحق ويهلك كل من كان كاذباً بادعائه. وما كان جواب وفد نجران ؟

خافوا وتراجعوا ورفضوا هذا الاختبار لأن النتيجة فورية ولا نقاش فيها وهذا دليل صدق النبي وموقفهم اعتراف صريح بصدق محمد عليه الصلاة والسلام وكذب ادعائهم . 


61 آل عمران

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ


وجاء في تفسير الماوردي رحمه الله :


فَلَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ أخَذَ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ 

السَّلامُ ثُمَّ دَعا النَّصارى إلى المُباهَلَةِ، فَأحْجَمُوا عَنْها، وقالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: إنْ باهَلْتُمُوهُ اضْطَرَمَ الوادِي عَلَيْكم نارًا.

كان سبب نزول هذه الاية في وفد نجران ، من النصارى حين قدموا فجعلوا يحاجون في عيسى ، ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية ، 

فكل مَن جادل في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاء في القرآن مما أخبر به الله عن عيسى عليه السلام في انه نبي الله وعبده وليس ابنه ، فقل لهم يا محمد : تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم، 


وهذا ما أدعو إليه كل من يدعي هذه الأكاذيب على الله تبارك وتعالى عما يصفون .


بقلم

ندى احسان السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق