الاثنين، 5 سبتمبر 2022

أنجح الطرق في إقناع المراهقين مستمدة من المنهج النبوي في تربية الصحابة

 

كثيراً ما يسأل الناس عن الطريقة التي يجب التعامل بها مع المراهقين لزرع القيم الاخلاقية بأسلوب علمي حضاري مدروس ومثمر ، ويغفل الكثيرين عن المنهج النبوي والوحي الإلهي الذي لم ينسى ان يعلمنا أساليب الحوار مع الناس كل منهم حسب وضعه ويتجسد ذلك كثيراً في السيرة النبوية حيثُ كان التوجيه الإلهي للنبي عليه الصلاة والسلام في مخاطبة الناس حسب عقولها . وفلاً نجد ان النبي كان ناجحاً في تربية جيل الصحابة الذي فتح العالم . حيث استخدم النبي عليه الصلاة والسلام أفضل وأنجح الاساليب التي بدأ الان العلم باكتشافها ولكن لا يمكن لأحد إعطاء الاسبقية فيها للعلم لانها موجودة حقيقة في السنة والسيرة وفي القرآن الكريم .
والان لنسقط هذه الاساليب على واقعنا اليوم .
من اهم القيم الواجب تعليمها للفتاة مثلاً ، هي أمانة المظهر التي تتجلى بفرض الحجاب عليها وخاصة في عصر العولمة والانفتاح على الحضارات األخرى (اللادينية) والتي تعزز فكرة إظهار الفتاة لمفاتنها لأقصى الحدود وترسيخ ثقتها بنفسها من خلال إظهار جمالها ، بدل الثقة بالله واستغلال ما وهبه الله لها من جمال وأنوثة في معصيته ومخالفة أمره بحجبها حفاظاً عليها . ويتم بث هذه الافكار التي تعارض الايمان بالله وترسخ في عقول الأطفال منذ نعومة أظافرهم من خلال ألعاب كلعبة باربي الجميلة التي كلما تبرجت اكثر اصبحت اكثر جمال وكذلك من خلال أفلام الكرتون ومسلسلات الأطفال التي تعتمد بشكل أساسي على العنف و تعزيز استخدام القوة والانتقام وكذلك الأمر بالنسبة لكافة وسائل التواصل الاجتماعية والمسلسلات والبرامج التلفزيونية وغيرها. التي سممت عقول الكبار والصغار معاً.
حتى اصبح إقناع فتاة في العاشرة من عمرها بضرورة حجب هذه المفاتن وإخفاء هذه النعم امر في غاية الصعوبة . فهكذا أمر يحتاج الى ترسيخ في فكر الفتيات من قبل البلوغ والتكليف.
ويزداد االمر صعوبة مع خصائص هذه الفئة العمرية والتي تتجسد في :
١ -كون الطفل يبدأ بعد العشر سنوات بإعادة بناء المعلومات التي لديه فيتخلى عن المتناقض منها ويرسخ المتوافق ويعتمده و هذه المعلومات الموجودة عند المراهق تنقسم الى قسمين :
١ -القسم الاول موجود بالفطرة التي فطر الله عليها البشر بقبول الحق والخير ورفض الشر والظلم.
٢-القسم الثاني من المخزون المعرفي مما تم غرسه قبل سن العاشرة من خلال التربية والتجارب والبيئة المحيطة ويدخل في ذلك مسلسلات الاطفال وغيرها من وسائل التواصل . ومعلومات دينية تعلمها من والديه او معلميه فإن وجد في هذه المعلومات تناقضاً أو كذباً أو أنه تلقاها بالعنف والضغط فسيرفضها مما قد يفضي به الى الالحاد !
لذلك وجب الحذر الشديد عند زرع اي قيمة عند الابناء الحذر من خلطها بالكذب او المبالغات -فمهمة المعلم او المربي عند نقل
القيمة الى الطفل تحري الحقيقة دون مبالغة ودون زيادة ولا نقصان لأنه مؤتمن على هذه المعلومات . فلا يجوز له الكذب فيها او المبالغة حتى و ان كان الهدف الترغيب بها أو بهدف الترهيب منها بل يتوجب على المربي نقل
ماجاء في الوحي بصدق وأمانة حاله حال النبي عليه الصلاة والسلام . فيجب عدم التقول على الله بما لم يتكلم به عن نفسه في القرآن او لم يتحدث به النبي عليه الصلاة والسلام في السنة . لذلك وجب الاستثمار في زرع الايمان والقيم القرآنية التي علمها الرسول لأطفال المسلمين من الصحابة
قبل سن العاشرة والواجب سلوك نفس المنهجية وبنفس الطريقة التي اتبعها النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك.
٢ -الطفل في هذا العمر يبدأ ببناء شخصيته ويصبح اكثر استقلالية و يحب ان يعتمد على نفسه ويميل للعناد ويحتاج الى الاقتناع بالقيمة كي يعمل بها كما يحتاج الى الرفق والاحسان والحنان
٣ -بجانب كونه شديد الحساسية وخاصة الفتيات الا انه يحبط بسرعة والشيطان يريد من الانسان ان يحبط ويحزن وييأس ليترك العمل . لذلك فالمراهق يحتاج منا الى الثناء فلا نتقد تصرفاته طول الوقت بل نثني عليه عندما يُحسّن التصرف، فكلمة الثناء تبني انسان إيجابي وتجعله متوازناً و متعاونا .
-فيجب عند النصح البدء بالثناء أولاً ثم انتقاد المساوئ وذلك باستدعاء نجاحاته السابقة ثم تنبيهه إلى الاخطاء ..
طريقة الحوار الناجح مع المراهقين .. تتمة
في زماننا اصبح إقناع فتاة في العاشرة من عمرها بضرورة حجب هذه المفاتن وإخفاء هذه النعم امر في غاية الصعوبة, يحتاج الى ترسيخ الإيمان بالله في فكر الفتيات من قبل البلوغ و كي تكون مهيأة لذلك عند بلوغها سن التكليف. ويزداد الامر صعوبة مع خصائص هذه الفئة العمرية والتي تتجسد في:
١- كون الطفل يبدأ بعد العشر سنوات بإعادة بناء المعلومات التي لديه فيتخلى عن المتناقض منها ويرسخ المتوافق منها و هذه المعلومات تنقسم الى قسمين :
• الفطرة التي فطر الله عليها البشر بقبول الحق والخير ورفض الشر والظلم
• المخزون المعرفي مما تم غرسه قبل سن العاشرة , فإن وجد في هذه المعلومات تناقضاً رفضها مما قد يفضي به الى الإلحاد لذلك وجب الحذر الشديد عند زرع اي قيمة من خلطها بالكذب او المبالغات - فمهمة المعلم او المربي عند نقل القيمة الى الطفل الصدق وتحري الحقيقة دون مبالغة ودون زيادة ولا نقصان سواء كان الهدف الترغيب أو الترهيب , بل يتوجب نقل ماجاء في الوحي بصدق وأمانة وعدم محاولة التقول على الله . لذلك وجب الاستثمار في زرع الايمان والقيم القرآنية التي علمها الرسول عليه الصلاة والسلام للأطفال من الصحابة قبل سن العاشرة بنفس الطريقة التي اتبعها النبي عليه الصلاة والسلام.
٢- الطفل في هذا العمر يبدأ ببناء شخصيته ويصبح اكثر استقلالية يحب ان يعتمد على نفسه ويميل للعناد ويحتاج الى الاقتناع بالقيمة كي يعمل بها كما يحتاج الى الرفق والإحسان والحنان كما يحتاج إلى الكثير من الاحترام.
٣- بجانب كونه شديد الحساسية وخاصة الفتيات الا انه يحبط بسرعة والشيطان يريد من الانسان ان يحبط ويحزن، كي يسيطر عليه ويوسوس له بما يشاء. لذلك فهو يحتاج منا الى الثناء فلا نتقد تصرفاته طول الوقت بل نثني عليه عندما يحسّن التصرف، فكلمة الثناء تبني انسان وتجعله إيجابياً متعاوناً. وتفتح المجال له للإفصاح عما يفكر فيه وعندها يمكننا تصحيح المفاهيم الخاطئة وتعليمه ما ينقصه منها بالطريقة الصحيحة التي تتوافق مع الايمان بالله.
-فالواجب عند النصح البدء بالثناء اولاً ثم انتقاد المساوئ وذلك باستدعاء نجاحاته السابقة..
من اهم التحذيرات هي عدم جعل نفسك القدوة بالنسبة للطفل بل جعل النبي عليه الصلاة والسلام هو القدوة والميزان لأن من علمه هو شديد القوى جبريل عليه السلام بأمر من الله عز وجل فصار أكمل الخلق خُلُقاً وصار الأسوة لكل البشر أمرنا الله عز وجل أن نقتدي به في كل أمر لأنه رسوله الأمين أما الحكم والتشريع هفو الوحي الإلهي في القرآن والسنة وهو مصدر صادق وموثوق بصدقه وكماله فموجده هو خالق الانسان المتفوق على علم البشر وعلمائهم لأنه محيط بالزمان والمكان ومحيط بالظاهر والباطن فلا يتمكن احد من الكذب عليه او تضليله.
ومن هنا نجد ان من افضل الوسائل المتبعة مع الطفل في هذا العمر حسب المنهج القرآني هي الحوار الهادئ الهادف والذي يقوم على أساس احترامنا لذات الطفل ورغباته ولحاجته الملحة الى الاقتناع بما يتوجب عليه فعله وفهم عواقبه وإدراك أهميته. وبما أن المحفزات والمحركات الانسانية تنحصر بثلاث أنواع من المحركات :
١- الشوق والمحبة ( يحبهم ويحبونه)
٢- الرجاء والرغبة (يرجون رحمته ويخافون عقابه)
٣- الخوف والرهبة (يدعوننا رغباً ورهباً)
وقد استخدم الله عز وجل في كتابه العزيز هذه المحفزات كل حسب ما سبق في علمه بأنه سيكون محركاً ودافعاً للانسان على العمل بما امر الله به، فتارة تحدث عن الجنة في المواقع التي سبق في علمه انها ترغب النفس البشرية ، وتحدث عن الشوق والمحبة حيث علم انها تحفز النفس اكثر ، وتحدث عن الترهيب والتخويف في الأمور التي تستدعي ان يكون فيها ترهيب وتخويف لتدفع النفشس البشرية إلى العمل بموجبها.
وأثبتت الدراسات ان النفس البشرية المحرك الأكبر لها هو دافع الشوق والمحبة بنسبة ٨٠٪؜ .واتباعاً للمنهج القرآني توجب البدء بالحوار من هذا المنطلق لكونه الأكثر نجاعة.
وحسب ما جاء في المنهج النبوي بعد دراسة تفصيلية لعدة حوادث تم روايتها عن النبي عليه الصلاة والسلام في السيرة وبعد تدبرهذه المواقف تم استخلاص نقاط مهمة يجب مراعاتها عند محاولتنا لتغيير فكر وسلوك خاطئ موجود عند الطفل ونقله الى السلوك الصحيح. وجب مراعاة الآتي :
١- الترفق بالطفل وعدم إخافته وتقدير ذاته
٢-مخاطبته بهدوء وباحترام وبعبارات رقيقة تحرك مشاعره ومراعتنا لكونه طفل فلا نكلفه فوق طاقته.
٣- تجنب إهانته قطعياً (حزم بلا عنف)
٤- اتباع اُسلوب الحوار والسؤال والجواب بالإضافة الى تعليمه قواعد الحوار وكونه قائم على الاحترام والأدب والمنطق لجعله يقر بخطئه أولاً.
٥- عرض العوافب المترتبة على السلوك الخاطئ ليرى بشاعته بما في ذلك عواقبه السيئة واختيار مضمون مناسب لذلك إما بضرب مثل لموقف مشابه أو قصة مشابهة. وبنفس الوقت شرح محاسن التصرف الصحيح وعواقبه.
٦-توقع ان الطفل ربما يصر على خطئه لأنه لم يفكر بعاقبته وليس بسبب عناده فوجب إظهار هذه المساوئ والعواقب عليه وعلى من حوله والاهم هو تبيين عقاب الله على فعلها.
٧- بعد ذلك نعمد الى ايجاد مخرج فنعرض عليه مسارللخروج من هذا الخطأ وتصحيحه نأخذ معه الخطوة العلاجية الاولى ليتعلم كيف يجد المخرج في المرات القادمة.
٨- الختم بالدعاء له (اللهم اغفر له واهده)
فأول طريق التوبة هو الاعتراف بالخطأ ثم التوبة والنية بعدم الرجوع اليه والاستغفار منه, وذلك بعد تعليمه الحدود التي فرضها الله وتبيين السبب في تشريعها
- فالله عز وجل في كتابه وفِي الوحي اجمالاً -الذي يتضمن القرآن والسنة المبينة له - يبين بعد فرض الشرائع السبب في فرضها وعاقبة عدم الالتزام بكل تشريع حسب مقداره, كما يبين محاسن وعواقب العمل بما أمر بعد الترغيب بالأعمال الحسنة. - وهذا نهج قرآني وجب على كل انسان اتباعه وهو تبيين السبب والعاقبة لكل عمل نطلبه ولكل نهي ننهاه عنه.
- الطفل يحتاج الى سبب يدفعه للقيام بهذه القيمة او هذا الأمر الإلهي واو يدفعه الى الامتناع عن فعل آخر قد يرغب بفعله ولكنه لا يوافق مراد الله منه. ولهذا فهو يحتاج الى :
١- مخرج معرفي < معرفة ان هذا العمل يكرهه الله.
٢- مخرج وجداني < معرفة عواقبه السيئة كي يكره هذا الفعل ويفهم الغاية من تركه.
٣- مخرج مهاري < معرفة كيف يطبق هذا الامر الإلهي.

بقلم
ندى السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق