الاثنين، 21 أكتوبر 2019

الإسلام

الاسلام 
مصطلح ذو مفهوم واسع يتضمن جميع الديانات السماوية منذ ادم عليه السلام الى محمد عليه الصلاة والسلام 

 فالإسلام هو الاستسلام لله عز وجل والطاعة له حسب الشريعة التي جاء بها كل نبي من الأنبياء في زمانه 

ولكن هل كل من كان مسلماً بالوراثة هو مسلم حسب التعبير القرآني؟

قبل ان نجيب يتوجب علينا ان نفهم معنى الاسلام حسب ما ذُكر  في القرآن الكريم

الاسلام في القرآن الكريم هو الإيمان بالله وحده رباً وخالقاً ورازقاً والإيمان بالبعث والحساب والثواب والعقاب ،والعمل المترتب على هذا الإيمان بشريعة الله بالأمتثال لأوامره وترك نواهيه وعبادته جل وعلا بالعبادات التي فرضها من خلال رسله وما أنزل عليهم من كتب وشرائع 
( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة

فالإسلام يتضمن جميع الشرائع السماوية التي تحمل كلها نفس الرسالة من الله تبارك وتعالى :

الشورى - الآية 13

‎۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
وهذا يعني ان الدين واحد وإقامة الدين تكون بتحريم ما حرم الله وإحلال ما أحله اي العمل به.
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله له كلمة في ذلك 
حيث قال : ان الناس تتبع الشرائع ولا تتبع الرسل 

لذلك قال تعالى :آل عمران - الآية 19
إِنَّ الدِّينَ عند الله الاسلام 
آل عمران - الآية 85
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

ولان الاسلام في القرآن هو دين جميع الأنبياء والرسل لم يكن الله عز وجل ليقبل ديناً غيره ، لذلك جعل سبحانه الاسلام شرطاً لدخول الجنة وجعل دخولها حكراً على المسلمين الذين آمنوا بالله واليوم الآخر عملوا بشريعة الله في كل زمان ومكان.
ولكن تحقيق الإيمان بالله يقوم على ثلاثة اركان أساسية:
الاول : هو الإقرار بربوبيته لإيمان بالله وحده وه
اعتقاد  بالقلب واقرار  باللسان وعمل بالجوارح وهو الانقياد له بالطاعة وهذا هو توحيد ألوهيته والبراءة مما سواه من الآلهة، 
فالاسلام هو الاستسلام لله بالطاعة والعمل بمقتضى هذا الإيمان والانقياد لله وعبادته كما أمر وإقامة الدين بالعبادات ( كالصلاة والصيام والزكاة  ) واتباع اوامره وترك نواهيه والإخلاص له

المشكلة التي تحصل مع الناس الان هي
ان البعض ممن ولد مسلماً يؤمن بالله رباً فهو يحقق توحيد الربوبية ولكنه لا يعمل بشيء من شريعة الله لا بالعبادات كالصلاة ولا يحرم حرامه ولا يحل حلاله ويظن بأن كونه مسلماً فهذا يكفيه لدخول الجنة.. وهذا خطأ
لأن توحيد الربوبية والاعتراف بوجود الله رباً لا يكفي لدخول الجنة ولا يجعل صاحبه من المسلمين حسب المفهوم القرآني الذين سيدخلون الجنة لأنه لم يحقق شرط العمل والذي يعني المتابعة لشرع الله  بالطاعة فيما أمر وترك ما نهى عنه 
والدليل :
هو ان ابليس كان مؤمناً بالله ويخافه ولكن بسبب  عصيانه لامر الله واستكباره وإصراره على ذنبه لعنه الله فحُرم التوبة والمغفرة وأُخرج من الجنة ولُعن
(فبعزتك لأغوينهم اجمعين) ابليس يحلف بعزة الله
ويقر بأن هناك بعث وجزاء 
(قال أنظرني الى يوم يبعثون)

وكذلك من اعترف بوجود الله وربوبيته ولكنه أشرك به او لم يطيعه في ما أمر ولم يُقم العبادات لأجله فلم يحقق شرط اقامة الدين بالعمل فلا يستحق دخول الجنة فهو خارج دائرة الاسلام ولا المسلمين حسب المفهوم القرآني 

والمثل الثاني 
هم المشركين الذي يقرون بوجود الله وربوبيته ولكنهم يشركون به غيره 
(ولئن سألتهم من خلق السنوات والأرض ليقولون الله قل الحمد لله وأكن أكثرهم لا يعلمون)
سورة لقمان

وفي قوله تعالى :

البقرة 62
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

فالذين آمنوا هم من آمن بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، والذين هادوا هم اليهود والنصارى هم الذين نصروا عيسى عليه السلام ، والصابئين هو غير دينه او من لا دين له .
اما العمل الصالح : فهو العمل الذي هو ثمرة الإيمان ويتضمن كل عمل فيه إحسان الى خلق الله،
  كالصدقة والإحسان الى الأيتام وغيرها من الأعمال الصالحة.. فصاحب هذا العمل يقبل عمله ويؤجر عليه في الدنيا على شكل بركة في الرزق والولد وعافية في الجسد فيتمتع بحياة خالية من المنغصات ثم يجد في الآخرة أجر عمله تضاعف أضعافاً كثيرة 
عمران - الآية 148
فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

اما من عمل أعمالاً صالحة يحسن بها الى خلق الله ولم يحقق شرط قبول الهمل وهو الإيمان والامتثال لامر الله ،فمن عدل الله انه يوفي هؤلاء اجور أعمالهم تلك في الدنيا على شكل سعة رزق وسلامة الاولاد عافية في الجسد وبركة في المال ، ولكن في الآخرة لايؤجر على تلك الاعمال ولا يجد لها أجر
الفرقان - الآية 23
وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا

117
مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

هود - الآية 15
مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ

 ندى السمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق